مدير النشر
إلى الملك… في عيد الشباب…علاش شباب المغرب معذب ؟
وصلت بالطائرة إلى مطار شارل ديغول الباريسي، خرجت إلى بهو المطار ، و جلست في مقهى تطل على الطاكسيات و طلبت عصير برتقال و قهوة اسبريسو ، و وضعت حقيبتي امامي ، و أخذت هاتفي المحمول و بدأت في البحث عن اخبار باريس و جو باريس و اين يقع فندقي …
و بعد وقت قليل سمعت اصوات شباب مغاربة و هم يتشاجرون في ما بينهم على ساندويتش، تفاجئت و تساءلت حول ما يجري ، و بعد حين رأيت الامن الفرنسي و هم يهرولون نحو الشباب المعنيين و أجلسوهم الارض و بدأوا في تفتيشهم ، و وضعوا الأصفاد على اياديهم و ساقوهم إلى وجهة مجهولة.
سألت نادلة المقهى فأجابتني بابتسامة و قالت لي انهم مغاربة ، متسكعون و مشردون و مدمنون ، شباب ضائع، فلم أتحمل جوابها و قلت لها ، كيف تحكمين عليهم بانهم مغاربة؟فابتسمت و قالت سيدي أنا مغربية و اشتغل هنا سبع سنوات اعرفهم جيدا سيعودون غدا و….واصلت الحديث ، لكنني قلت له أنا مغربي كذلك ، فردت بصوت عالي : ظننت انك أمريكي ، بلغتك الفرنسية بلكنة أمريكية ، تحدثنا قليلا ، فوصفت لي الوضع بالكارثي الذي يعانيه الشباب المغربي في فرنسا و خاصة باريس و شوارعها…
ودّعت الأخت المغربية و شكرتها على هدوءها و صبرها و عملها ، و ابتسامتها ، و خدمتها الرائعة ، و وقفت في الصف للحصول على طاكسي …
التزمت الصمت مع السائق الذي حاول أن يتحدث باستمرار .. و وصلت لفندقي ، و دخلت لغرفتي و أخذت وقتا للراحة و النوم ، و بعد ذلك ، خرجت و تجولت بالقرب من برج إيفيل الشهير و أخذت بعض الصور ، و قطعت الجهة الأخرى عبر جسر جميل و على جوانبه الحديدية أقفال موصدة و عليها رسوم قلوب حمراء ، و ورود متناثرة على جنبات الجسر …
و أنا أمشي بهدوء و إذا بي أشاهد العلم الوطني المغربي يرفرف على بناية جد جد جد رائعة تبدو قصرا و على أبوابه و نوافذه العريضة كاميرات تراقب الارض و السماء و المارة…
اقتربت و أنا كلي فخر بالعلم الوطني المغربي ، فسألني أحد الحراس ، التصوير ممنوع سيدي ، هل من خدمة ؟ فقلت له أنا لا أصور فقط هل هذه سفارة المغرب ، فرد قائلا لا هذا سكن خاص …
فابتسمت و قلت له انت مغربي فرد نعم ، و سألني هو بدوره فقلت أنا كذلك … فسألني ماذا تفعل في باريس ، فقلت له انني هنا فقط ليوم واحد و غدا سأتوجه الى واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية على متن طائرة فرنسية …فتجاذبنا أطراف الحديث و تبين أن القصر هو للملك محمد السادس الذي اشتراه وقت كورونا …
توجهت بعد ذلك إلى مقاطعة كليشي الشهيرة و جلست في مقهى مغربي و شربت الشاي بالنعناع ، و تجولت قليلا فوجدت الشباب المغربي ينام تحت القناطر و هو في أسوء الأحوال…
كنت أمشي و أحاصر دموعي و دموعي تغالبني ، و اقول كيف للمغرب أن يسمح في شبابه و يتركه مشردا ضائعا في داخل المغرب و في خارجه ؟
كيف للملك محمد السادس أن يشتري القصور الفاخرة ، و لديه شركات عالمية و يتقاضى راتبا ضخما و ثروات المغرب كافية لحماية هؤلاء الشباب من الضياع لانهم هم عماد المستقبل ؟
كيف للملك و هو إنسان يتألم لآلام المواطنين ، لم يتألم لمعاناة الشباب المغربي الضائع؟ على الأقل لماذا لم يحاسب الملك الوزارة الوصية على الشباب المغربي؟
و واصلت رحلتي نحو واشنطن … إلى اللقاء باريس …
عن افتتاحية صباح الخير يا وطني
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
コメント