اعطاء الاولوية للشعب المغربي اولا و للمغرب اولا
كثر الحديث عن لقاءات و ندوات و مؤتمرات تقام في المغرب و في عديد من الدول الافريقية، و أغلبيتها تقام على ارض المغرب و بتمويل من المال العام ،و تدفع فواتير الفنادق الفاخرة و فواتير المطاعم الفاخرة من المال العام …
لقاءات و ندوات و مؤتمرات ، تشيد بدور الملك في افريقيا و تكشف اهتمام الملك بافريقيا، وتكشف مساعدات المغرب لأفريقيا،مرة بتوزيع الأسمدة كهدية من المغرب الفوسفاطي،و مرة عقد عقود تجارية لتصدير الطماطم و الخضروات و البواكر من المغرب الفلاحي، و مرات عديدة تدشين فروع لبعض البنوك المغربية في العمق الأفريقي، من طرف المغرب الاقتصادي، و مرات عديدة تدشن مساجد و زوايا و تقام الحفلات والتهليلات و البخور في مختلف الدولة الأفريقية من المغرب الديني…
انه رائع ان نسمع كل يوم مثل هذا الاهتمام الملكي بافريقيا، ونحن و بانتمائنا الافريقي كذلك فخورون ، و المغرب شجرة ، جذورها في افريقيا و اغصانها في أوروبا و العالم كما كان قد أشار إلى ذلك المرحوم الحسن الثاني…
لكن لنطرح بعض التساؤلات حتى تتضح الصور كثيرا ، هل الوضع في المغرب على احسن مايرام كما تسوق له الحفنة المتحكمة في السياسة و الاقتصاد والمناصب من بعض اللوبيات؟
هل المواطن المغربي يتمتع بحقوقه و حرياته و العيش الكريم اولا ؟ هل يعيش المواطن اكتفاءه الذاتي الغذائي ؟هل يستفيد الفلاح المغربي من الفوسفاط و المواطن المغربي من مداخيل الفوسفاط؟ هل لدى المواطن المغربي مستشفيات مجهزة و تعمل على مدار الساعة من اجل صحة المواطن؟ هل المواطن المغربي يتمتع بتعليم عمومي جيد؟ هل المواطن المغربي يحصل بسهولة على شغل قار؟ هل المواطن المغربي الفقير لديه دخل شهري قار يضمن له العيش الكريم؟ هل المواطن المغربي يحصل على حقه في السكن اللائق… و هل وهل وهل…
اذن الاجابة عن هذه التساؤلات نراها يوميا في الحياة اليومية التي يعيشها المواطن ، الاجابة عن هذه الاسئلة كفيلة بان نقيم المساعدات السخية التي يقدمها المغرب لأفريقيا…
و إذا كان هذا الكرم الحاتمي الذي يقدمه المغرب باسم جلالة الملك، فاولا المواطن المغربي أولى بذلك و عندما تتحسن حالته ، يمكن ان يقدم المغرب الصدقات و المساعدات لدول اخرى لاعيب في ذلك ، بل العيب ان تقدم الصدقات من المال العام الذي يجب ان تبنى به مستشفيات مغربية مؤهلة و مجهزة ، و ان تكون في خدمة المواطن المغربية و مجاناً،و ان تبنى به مؤسسات تعليمية عمومية مجهزة و مؤهلة و متفتحة و لها مناهج تعليمية في المستوى المحترم، و ان تخلق بها فرص الشغل في داخل الوطن اولا للشباب الضائع المسجون بين أسوار الشوارع و أسوار السجون، وان تبنى مساكن و قرى ومدن في مستوى سكن لائق يحترم كرامة المواطن المغربي اولا…ثم بعد ذلك يمكن ان يقدم المغاربة المساعدات لدول في حاجة ماسة و خاصة للشعوب الأفريقية التي تتخبط بين مطرقة الحكام الديكتاتوريين و بين سنداد الحروب و الانقلابات اليومية و التدخلات الاجنبية…
انه من الواجب ، على الملك محمد السادس ان يحمي المواطن المغربي اولا و يحمي حقوقه و حرياته و كرامته ،و ان بحمي الأمن الغذائي في المغرب اولا ، والاكتفاء الذاتي للمواطن المغربي اولا، لان المواطن اضحى يتخبط في دائرة الغلاء و ارتفاع الاسعار، و غياب مستشفيات جيدة و غياب مدارس للتعليم العمومي الجيد و غياب فرص شغل في وطنه الممتليء بالخيرات و الثروات و التي تتبخر يوميا ، حتى اصبح المواطن يتساءل اين الثروة؟ والملك هو بدوره و للأسف اصبح يتساءل اين الثروة؟
ان المغاربة يعرفون جيدا من ينهب الثروة ، و لهذا يطالبون بمحاسبة المسؤولين الفاسدين و بتفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة..
كما ان المواطن المغربي يتساءل و بحيرة حول القروض الدولية التي يحصل عليها المغرب بالملايير باسم مشاريع و برامج مبهمة، ويبقى المواطن المغربي، و من حقه القلق على مستقبل و حاضر وطنهالذي اصبح في فم براكين الديون الخارجية المتراكمة…
اذن فعلى مسيري الشأن العام المغربي اعطاء الاولوية للشعب المغربي و للمغرب اولا ، ثم افريقيا…
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
留言