top of page
مدير النشر

التفقير الممنهج في المغرب و فشل السياسات العمومية


ان الدول التي تحترم شعوبها، توفر لهم وسائل العيش الكريم، و تجند مؤسساتها العامة لخدمة المواطن، و الاستثمار فيه ، و الاهتمام بقضاياه ، و الاعتناء بالفقراء و حمايتهم قانونيا، و توفير لهم جميع الحقوق حتى يعيشوا بكرامة و يوفرون لهم دخلا قارا محترما شهريا و سكنا لائقا، و خدمات طبية مجانية في مستوى جيد ، و اكل و كل ما يحتاجونه.. و هذه ليست صدقات بل هي من حقوق المواطنين…

ان الدول التي تحترم شعوبها ، لا تتاجر بهم و لا تحصل باسمهم على قروض دولية و تستعملها في غير مصلحتهم…

ان الدول التي تحترم شعوبها توفر اولا مستشفيات جيدة مجهزة و مفتوحة على مدار الساعة، و توفر تعليما عمومية جيدا مجانا و رواتب رمزية شهرية لجميع التلاميذ ، وتهتم بالمعلمين و الاساتذة و العاملين في التعليم … و توفر الشغل للشباب و النساء و لجميع المواطنين على حد سواء… و كل ما احست الحكومة بزيادة في أسعار ما و إلا و تدخلت بسرعة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين، و ضخ اموال إضافية للتمويل او الزيادة في الأجور….

ان الدول التي تحترم شعوبها، تتواصل معهم يوميا و تجعل من وسائل الاعلام العمومية بابا للحوار بين مكونات الشعب و المسؤولين العموميين و هم واقفين حول مائدة حوارية مع الصحفيين، للجواب والتواصل مع المواطنين … و قد يخرج عديد منهم إذا لم يجب على اسئلة المواطنين مقدما استقالته او منهيا وظيفته….

و على العكس ، في وطننا الحبيب المغرب، حيث ينهج بعض السياسيين ، سياسة ممنهجة لتفقير الشعب و تجويعه، و تخويفه و تكميم أفواهه ، و عزله و إقصائه، و تفرض عليه قرارات مرتبكة و مرتجلة، و تنزل سياسات عمومية تولد فاشلة ، و تسمع هنا وهناك صفقات عموميّة بالملايين استفاد منها المقرب من فلان المشتغل بالوزارة الفلانية او ابن المسؤول الحزبي الفلاني، او بنت صديقة الوزير…. ويبقى المواطن محروما من حقوقه و حرياته و هو في قاعات الانتظار بدون تواصل إلى ان توافيه المنية و يصبح في سجل الوفيات …

و في وطننا المغرب ، و الذي حملنا همومه معنا في قلوبنا للخارج و نتساءل ماذا يحدث في داخل البلد، لماذا المستشفيات مهملة و التعليم العمومي مهمل و الشغل منعدم و الشباب في السجون و الجريمة تتكاثر في دائرة الشعب الفقير ، و الآخرون الذين يضعون اياديهم على منبع الثروة في المغرب ينتقلون للتطبيب في الخارج او في المصحات الخاصة الباهضة الثمن …

اذن كيف سيفعل المواطن البسيط الذي لا يقدر حتى على شراء دواء واحد ، و كيف سيعيش المواطن البسيط و هو يستيقظ يوميا على خبر زيادة او خبر معتقل او خبر مقدم ضرب مواطن واهانه امام عائلته بسبب توزيع قفة رمضان( قفة المذلة )…

ان السياسة الممنهجة لتفقير الشعب المغربي و جعله مشتغلا فقط بالبحث عن قوته اليومي إذا استطاع ، جعلتنا نتساءل ماهي كواليس هذه المعاملةالغير الرحيمة بالمواطن …

و جعلتنا نطرح اكثر من سؤال حول من وراء هذه الخطط الجهنمية التي تركت المواطن المغربي يعيش الخوف والإقصاء و الاهانة؟

انه من الضروري مناقشة ما يقع و كيف تعمل بعض اللوبيات الحزبية و كانّها اصبحت لها مهمة تسعى لتنفيذها و لو بالضغط و كانها تخدم اجندة داخلية فاسدة متحكمة في الاقتصاد و السلطة، و من جانب آخر و كانها تخدم اجندة اجنبية لحمايتها و أموالها المهربة و مشاريعها وقت قلق الشعب…

إنما يقع في المغرب اليوم من تفقيرممنهج و انتهاك ممنهج لمضامين دستور 2011 و للخطب الملكية و للمواثيق الدولية التي تنص على حماية الحقوق والحريات ، يجعل المواطن المغربي وحده يدفع الثمن باهضا في حياته اليومية، و يساءل الضمير المسؤول و النخب و المؤسسة الملكية و نزهاء الوطن، إلى متى سيستمر البعض من المسؤولين الكبار في مراكز القرار ينهجون سياسة فرق تسد، وهم يفقرون الشعب بطرق الزيادات في الاسعار و ضرب الصحة والتعليم العمومي و الشغل ، و تكميم الافواه؟

عن افتتاحية صباح الخير يا وطني

عن مدير نشر صوت المغرب الحر

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page