top of page
مدير النشر

القائد الغاضب لبائع النعناع: را غا نطلعك لصطافيط….غانعتقلك دابا … اسكوت ..


هذه مجموعة من العبارات التي أثارت انتباهي و أنا اتابع اخبار وطني المغرب من الغربة…

هذه عبارات لبعض رجال السلطة، قائد و باشا ، يقودان صحبة مجموعة من اعوان السلطة و لمخازنية، حملة تحرير الملك العمومي في بعض شوارع المدن المغربية….

بلباسه العسكري و نظارته السوداء وغضبه المفرط ، يعطي الأوامر هذا القائد الأربعيني ، للمخازنية و لفريقه و بصوت عال لحجز عربة البائع المتجول " مول النعناع" ، و هرول القائد بكل ما لديهم من قوة و هم يصرخون في وجه المواطن المسكين الذي يدفع عربة النعناع مسرعا ، و يصيح حتى بح صوته، "غير هذا المرة ، راه عاندي وليدات منصرف عليهم" و يضيف بعدما اقتربوا من حوله: ها العار هل العار"…

التفّ الفريق حول عربة النعناع ، كما تلتف الثعابين حول فريستها، و امسك القائد الغاضب بذراع البائع المتجول و جره بقوة و في نفس الوقت واصل فريق القائد حمل النعناع لسيارة الدولة التابعة لفريق القائد ، و مكتوب عليها القوات المساعدة.. و اخرى الجماعة او البلدية….

و تعالى صياح المواطن المسكين بائع النعناع، و هو يستنجد القائد الغاضب، لكن بدون جدوى ، و زاد القائد صراخه و قال و بصوت خشن لبائع النعناع: را غا نطلعك لصطافيط….غانعتقلك دابا … اسكوت ..

و في نفس الوقت وقف طفل صغير بجانب بائع النعناع، و هو يحمل محفظة مقطعة ، و ينظر إلى ما يفعله القائد دون ان يحرك ساكنا ، و ينظر إلى فريق القائد الذي يحمل النعناع و العربة في سيارة لمخازنية، و لم يحرك هذا الطفل ساكنا، انه ابن مول النعناع ، وقف في صمت بجنب أبيه ، وهو يقترب من حين لآخر لأبيه و كأنه يتساءل في مخيلته ، عن ما يجري ، و هوهذا الطفل الذي تعود يوميا بعد عودته من المدرسة في زوال كل يوم ليتناول مع أبيه ما احضره أباه من المنزل و يشرب مع أبيه كأس شاي، و يساعد أبيه في بيع النعناع و يعود لمدرسته…

استمر هذا الطفل في الوقوف مصدوما بدون حركة و الاب يبكي و يصبح : داو لي رزق أولادي ، وا سيدنا ، و الملك شوف هدوا اش دايرين ؟ اش غادي ندي لولادي؟

نظر إلى ابنه و اخذه من يده ومد له درهما كي يشتري بها نصف خبزة، و يذهب للمدرسة، و رجع الطفل إلى مدرسته دون ان يشتري الخبز و دخل القسم و عيناه ممتلئتان بالدموع ، فسألته معلمته، ماذا جرى لك ، فبدأ يبكي بشدة و يحكي ما رأى ، تأثرت المعلمة و اعطته خبزا و زبد و ماء ، و قالت له امام التلاميذ ، اقرأ كي تصبح انت كذلك قائد ، فرد الطفل بصوت خافت لا لا استاذة ، لا اريد ان اصبح قائداً ، لا اريد ان أقسو على الفقراء، لا لا لا احب الحكرة، اريد ان اصبح طبيبا لأساعد الفقراء مجانا، فجأة صفق القسم كله ، و هنأته المعلمة على جوابه الرائع ، و في نهاية الدرس ، طلبت منه ان يحضر أباه في الغد ، و بعدان خرج من باب المدرسة وجد أباه ينتظره ، فرأته المعلمة و قالت لهما ان ينتظرا قليلا ، تحدثث مع مدير المدرسة و خرجت و في يدها قليل من المال و قالت لبائع النعناع، خذ هذا القدر من المال و اشتري ما تحتاجه لقد حكى لي ابنك ما وقع … اصبر و خذ خذ هذا المبلغ فهو من مدير المؤسسة و أنا و زميلي في التعليم…

ابتسما كل من الابن و الأب و ذهبا إلى السوق و هما يشتريان بالهدية المادية ما تحتاجه العائلة ، فرحا سويا ، و صوت الاب تغير شيئا ما ، و قرر شراء عربة صغيرة اخرى و حمار و قليل من النعناع و يبيعها في الدواوير المجاورة عوض وسط سوق المدينة…

و واصل القائد الغاضب صحبة فريقه، بحجز العربات و السلع واعتقال من خالفه من بسطاء الشعب….

هكذا لم يجد القائد حلا بديلا للباعة المتجولين ، رغم انه تخرج من ارقى مدرسة ادارية حيث تكون فيها و تعلم مدى اهمية التعامل مع المواطنين و احترام الحقوق والحريات… لكنه استعمل الغضب و القوة و شرّد عائلات ، كان من الأحسن ان يجد لهم حلولا و يساعدهم اداريا للحصول على رخص و دفع ضرائب، فيستفيد المواطن البائع المتجول و المواطنين و الدولة …

لكن و للأسف الشديد كثير من أمثال هذا القائد الغاضب المتسلط موجودون بدون حلول … و لا يحترمون حقوق المواطنين ..

افتتاحية صباح الخير يا وطني

عن مدير نشر صوت المغرب الحر

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page