المغاربة و ضياع الوقت في التفاهات

و أنا في الحافلة او في القطار او في المقهى او في الشاطئ ، او حتى في انتظار الطاكسي، في اوروربا و في امريكا و كندا و استراليا ، لاحظت لا مجال لضياع الوقت عند مواطني هذه الدول ، كتاب في اليد ، او قلم في اليد ، او تابليت او حاسوب في اليد ، يشتغلون حيث و جدوا ، يقرؤون حيث هم ، كل واحد مشغول بشيء ما بين يديه …لا مكان لضياع الوقت …

على عكس المغاربة ، و للأسف الشديد ، تنامت معضلة ضياع الوقت بشكل خطير ، فالكل ينتظر ، و الكثير لا يعطي اهمية قصوى للوقت، اصبح لا وقت لكتاب و لا وقت لزيارة الام و الاب و لا وقت للجلوس مع الأبناء و الزوجة و الزوج…

لكن اين يضيع وقت المغاربة ؟

ان كثرة التفاهة في وسائل التواصل الاجتماعي ، جرت و بدون رحمة و بدون انتباه عددا هائلا من المغاربة ، و هذا ناتج عن الفراغ القاتل الذي اصبح يعيشه المواطن ، بموازاة مع الظغط اليومي من ارتفاع الأسعار إلى انعدام الشغل او ضغط الشغل ان كان موجودا..

كما ان الوضع الاقتصادي و موت السياسة ترك المواطن وحيدا يواجه الضياع و خاصة وقته الذي فقد قيمته…

لقد تعب المواطن المغربي من الوعود الكاذبة من المنتخبين و من الخطب السياسية المتهالكة ، و تعب من المطالبة بالإصلاح و المطالبة بالحقوق و خاصة الحق في الصحة و الحق في تعليم عمومي جيد و الحق في الشغل و الحق في السكن اللائق والعيش الكريم ، و الحق في التوزيع العادل للثروة..

فجرب النضال والدفاع عن الحقوق فأصابه الخوف ، و ربما تعرض لمعاملة قاسية من بعض المسؤولين او في الادارة مطالبا بشهادة السكنى او من عند لمقدم مطالبا بورقة ادارية ما ، او لم يعد يتحمل الجلوس داخل عائلته و يرى ابنائه بدون شغل رغم حصولهم على الشواهد او ابنا لم يعد يقدر ان يراه بعد ان اصبح مدمنا على المخدرات التي انتشرت بشكل خطير في المجتمع المغربي…

هكذا اذن لم يبقى للمواطن ان يجد مكانا بل وقتا لينسي ما يعيشه بل ليتناسى ما يعيشه ، فأضحت كل تفاهة تظهر في اي مكان تجره بسهولة حتى ضاع وقته و ضيع وقته دون وعي…بل بكامل وعيه.

اذن هل هذا مخطط من جهة ما لإبقاء المواطن المغربي بعيدا عن استغلال وقته في الجد و في التغيير و في المعرفة و العلم و ان يعرف ما له من حقوق و ما عليه من واجبات ..؟

اذن من المسؤول عن ضياع المغاربة لوقتهم في التفاهة و مشاهدة التفاهة ، و متابعة التفاهة ، و البحث عن التفاهة؟

او هل نحمل المسوؤلية الكاملة يتحملها المواطن المغربي في ضياعه لوقته؟

عن افتتاحية صباح الخير يا وطني

عن مدير نشر صوت المغرب الحر