top of page
مدير النشر

بين المغرب المنسي و مغربي المحظوظين



فتاة ترمي بنفسها من اعلى الصخرة نتيجة سوء المعاملة و قساوة بعض المسؤولين…

فتى يطلب الموت وهو يحكي معاناة والديه مع الفقر ، و يسرد طرده من المدرسة و هو يبكي…

أطفال مغاربة يجوبون شوارع المغرب و ضواحي القرى وهم منسيون ، بدون دراسة و لا اهتمام و لا مرافقة اجتماعية و لا من يرشدهم من الدولة …

شباب في عمر الزهور يعانون في السجون المغربية بسبب المخدرات و الفقر و الجهل و الإقصاء…

شباب و شيوخ و نساء في السجون المغربية المكتضة بسبب تدوينة ضد الفساد و ضد اللوبيات او صيحة او مقال او فيديو …

نساء يتعذبن طول النهار في صفقة الذل مع فلاحي الفراولة الاسبانية، و يشتغلن في "الفيرمات" بأثمان زهيدة، بعدما عجزت الحكومة عن ايجاد شغل لهن في وطنهن الام المغرب..

كوادر مغربية و كفاءات مغربية في الاقتصاد و السياسة و الاعلام و السياحة و الفكر و الكتابة و الخدمات و البحث العلمي و الطب و الهندسة و العلوم السياسية و الاجتماعية و الثقافية… موزعة في العالم مرغمة على الهجرة لا مخيرة، لان الحكومات المتعاقبة في المغرب أقصتهم و تركتهم يحملون الحقائب، و يبحثون عن فرص الشغل و عن العيش الكريم…

و في مغرب المحظوظين ، يوجد المنعم عليهم يتمتعون بجميع الحقوق والحريات ، بل هم فوق القانون ، ينهبون الثروات و لا يحاسبون…

و في مغرب المحظوظين، يقررون في البرلمان و يتمركزون في مراكز القرار ، و يشرعون قوانين تحميهم …

و في مغرب المحظوظين يستغلون مقالع الرمال و الفوسفاط و الأحجار الكريمة و كل ما هو في باطن الارض لهم ، لا يحتاجون بدل المجهودات بل برنة هاتف ، تقضى اغراضهم، و تحول الملايين إلى حساباتهم ، و حتى الخدم من ابناء و بنات الفقراء …

ويموت العشرات في المغرب المنسي ، بسبب الماحيا، ويموت خمسة اخرون في صهريج للواد الحار ، و يموت شباب و شيوخ بسبب نار اشتعلت في محلات تجارية …

و تموت عاملات الفلاحة بسبب حوادث السير القاتلة في المغرب…

و في المغرب المنسي ، غلاء في الباكور و "الكرموس الهندي"، و الضوء و الما ، و الطوابع … و الحولي و النقل…

في المغرب المنسي ، ارتفاع الاسعار ، وارتفاع الضغط و لا احد يتحرك …

في المغرب المنسي، لم تعلن الدولة حدادا لا على شخص واحد ولا على ستة عشرة، ولم يتحرك اي مسؤول ووزاري او الملك او ولي العهد و تقديم التعازي مباشرة لأبناء الفقراء الذين ماتوا بأسباب الاهمال و الإقصاء و عدم الشغل و عدم الإنصات لهم و عدم التواصل معهم و عدم حمايتهم و عدم حماية حقوقهم و حرياتهم …

سأتوقف هنا … سأضع النقطة هنا هنا لا أستطيع فهم ما يجري … لكن عندي سؤال حيرني و حير كثيرا من المغاربة و لم يستطيعوا قوله و أنا الان أقوله بكل صراحة: بين المغرب المنسي و مغربي المحظوظين، أهكذا اصبحت روح المواطن المغربي رخيصة ، يا ملك البلاد ؟

عن افتتاحية صباح الخير يا وطني

عن مدير نشر صوت المغرب الحر

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page