حماية ترامب للأنظمة العربية و من سيدفع أكثر ، لأجل البقاء…؟
مع صعود ترامب و رئاسته للولايات المتحدة الأميركية ،و ما أشار اليه في أول خطاب له ، يجعل الأنظمة العربية التي تبحث دائما على حمايتها في حيرة من أمورها.. كماتجعل مواطني هذه الدول من المحيط إلى الخليج ، يتساءلون ، و هم حائرون حول ما ستتعرض إليه الأنظمة الحاكمة من ضغوط ترامبية ، و كيف سيؤثر ذلك على الوضع المعيشي اليومي و الوضع الحقوقي لهذه الدول التابعة ؟!؟
العمل مع دولاند ترامب له نكهة خاصة فهو "بزنسمان" لا يؤمن إلا برابح رابح ، و كان قد أثار هذا في أكثر من مناسبة مع بعض الحكام العرب و في عقر دارهم ، فهو لا يقدم خدمات حمائية مجانية …
و الأنكى من هذا أن مواطني الدول العربية هي التي و حتما و في أي اتفاقية مع ترامب ، ستدفع الثمن ، فكثير من الأنظمة العربية هي واقفة على الفراغ رغم القوة المتسلطة على شعوبها ، و اغلبية الأنظمة العربية أضحت جاهزة للسقوط إذا ما تخلى عنها حليف أجنبي قوي ، و ضغطها على شعوبها ، أضحى غير متحكم فيه ، لأن التكنولوجيا عرت فضائح الأنظمة العربية و تسلطها و جلوسها على صدور المواطنين و هي مثقلة بالقمع و عدم احترام الحقوق والحريات ..
و في الواقع المر، و الكل تابع كيف سقط نظام الاسد الهارب،و بنعلي و مبارك و القدافي، و من غير المستبعد أن نرى بعض الأنظمة ستسقط خلال فترة ترامب ، لانه سيكون و في علاقاته مع أي نظام عربي ، يعتمد على من يدفع أكثر ماديا، و هذا سيجعل بعض الأنظمة العربية تدفع ثم تدفع و تبيع و تدفع الاموال مقابل الحماية و تستنزف كل مدخراتها، و في الأخير ستكون هذه الأنظمة العربية التي تبحث عن حماية جديدة قديمة ، الضغط على مواطنيها ، و سترتفع الاسعار و تنتهك الحقوق والحريات ، و تتفاقم الأوضاع الاجتماعية ، و تفشل مزيد من السياسات العمومية و تصبح القروض الدولية هي المتحكم في رقاب هذه الأنظمة التابعة التي ستعجز عن تحقيق الامن الغذائي و الخبز لمواطنيها و بذلك ستدخل مرحلة السقوط و الهروب، بعد عجزها في توفير حماية من قوى أجنبية لها ..و تبقى الشعوب العربية هي المسؤولة الوحيدة عن أوضاعها ، أمامها خياران ، إما العيش في ظل الحقوق والحريات و التوزيع العادل للثروات او الولاء الاعمى للأنظمة الحاكمة التي ستدخل المتاهات بحثا عن حماية كراسيها و لا تهمها حقوق و حريات شعوبها و أوضاعهم .
افتتاحية صوت المغرب الحر
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Comments