top of page
مدير النشر

دعوة إلى اصلاح المؤسسة الملكية في المغرب، لمواجهة الفساد المستشري


يحتفل الشعب المغربي اليوم بميلاد ولي العهد الأمير الحسن الـ 21 ، و كلهم أمل في التغيير مع الملكية ، رغم ان قاعات الانتظار امتلات عن اخرها و مليئة بالأحلام و بالقضايا العالقة…

و يرى الشعب المغربي قاطبة ان الملكية هي الضامن للاستقرار و ان ولي العهد و الملك و الاسرة الملكية هي عائلة لكل المغاربة ، فهي محط امان و القصر هو المقصود في وقت الشدائد لدى المواطنين …

لكن اليوم و لحد الساعة استطاع الفساد ان يوسع الهوة بين الملكية و الشعب و بين الشعب و المؤسسات ، و استطاعت اللوبيات الفاسدة سيطرتها بطرقها ، على منابع الثروة و بعض المناصب العليا، و مخططات الاقتصاد و المال و الاعمال ، و الصفقات …

فتوغل الفساد و الفاسدون في المؤسسات العليا ، و زرعوا عدم الثقة باستعمالهم المنصب و السلطة والمال، و كل هذا و المؤسسة الملكية بقيت ربما مصدومة او فضلت الصمت ، او لم يريد الملك تفعيل دوره الدستوري الكامل ، فهو يفضل الغضب بعض الاحيان ، على ان يقوم بحملات مستمرة ضد الفساد و ضد لوبيات الفساد في المغرب…

و كان قد خلق مرض الملك محمد السادس و طلاقه كثيرا من التساؤلات في المغرب و في داخل الرأي العام المغربي في الخارج و في داخل البلاد، و جعل المواطن يتساءل حائرا ، لماذا لا يتدخل الملك هنا و هناك و الفساد واضح و الفاسدون معروفون و الملك يكتفي بسؤاله المشهور : اين الثروة؟ …

كما ان المواطن المغربي اصبح عاجزا مع تواصله مع الملك بل و رغم ارسال رسائل للسدة العالية بالله، يبقى بدون جواب ، و يمر الوقت و العمر دون ان يحصل المواطن على حقوقه و حرياته، او على الاقل بجواب و لو بالرفض من الملك و من القصر، و كثير من الرسائل لاتصل حتى مكتب الملك ربما …

هكذا اصبح الشك في دور الملك و في المحيطين به و في ما يجري من فساد في داخل المؤسسات المغربية، و الملك هو شخصيا اعترف في خطبه اكثر من مرة عن ما يعانيه المواطن المغربي مثلا في القنصليات و السفارات المغربية في الخارج، من تلاعبات بحقوقه وقضاياه معلقة و ينطبق الشأن بالنسبة للمواطن المغربي في داخل البلاد ، الذي لا يجد ولو مستشفى واحد مجهزا و لا مدرسة عمومية في المستوى المطلوب و بدون شغل ، والخوف من التعبير بحرية…

ان ظهور بعض الفضائح كاسكوبار الصحراء، أتى من الصدفة …!؟!و كشف ملفات ساخنة ادهشت المتتبعين للشأن العام المغربي، و جرت بعض المسؤولين للمتابعات و المحاكمات و الاتهامات ، كما يواصل هذا الملف جر كل من خاض في عمقه للاعتقال و للتحقيق ، من صحفيين او يوتيوبرز..

و مما زاد الطين بلة ، الواقع السياسي الهجين الذي تتخبط فيه الاحزاب السياسية التي تورطت بعضها في الاستيلاء على المال العام بدون حق ، و لحد الساعة لا احد يجبرها على استرجاعه للخزينة، ور غم وجود ادلة قاطعة من المجلس الأعلى للحسابات…

و رغم هذا كله ، يبقى المبدا الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة غائبا ، غير مفعل، و تستمر بعض الاحزاب و خاصة المشاركة في الحكومة في اخراج قرارات عشوائية غير مدروسة ، حتى اصبح المواطن يئن من شدة الغلاء و التضييق على حرياته و التلاعب بحقوقه…

و عوض التوزيع العادل للثروة و تحسين اوضاع المواطنين و خاصة الفقراء و من ذوي الاحتياجات الخاصة ، التجأ البعض من داخل مراكز القرار إلى تسخير القفة الرمضانية و توزيعها من طرف الملك مرة في كل رمضان على بعض المعوزين و هي لا يمكن ان تكفي المواطن الوحيد لمدة شهر واحد…

كما ان تسويق الدولة الاجتماعية اليوم و توزيع دعم مادي مباشر ب خمسمائة درهم على المواطنين ، أضحوكة بكل المقاييس ، و زد على ذلك دعم استيراد الخروف الاسباني ب خمسمائة درهم .. فكيف للمواطن المغربي المعوز ان يشتري خروف العيد الأسباني ب 80 ألف ريال.. و هو لا يحمل إلا 500 درهما…

هذا يبرز ان من يقف وراء هذه البرامج الغير المدروسة و المؤقتة ، تجعل المواطن يكشف غياب سياسات استراتيجية عمومية فعالة، و فشل في تسيير الشأن العام ، و انعدام وجود ارادة سياسية قوية جدية…

لقد أوصى الملك في خطبه على الجدية و الإنصات في التعامل مع المواطنين، لكن لا جدية و لا انصات للمواطنين ، ما زال الفاسدون يتجولون بحرية بدون محاسبة، و الحقوقيون والصحفيون في السجن ، و الشباب اقل من 30 سنة يشكل اكثر من نصف نزلاء السجون المغربية…

اذن هكذا الحقيقة المرة في المغرب، لكن ما المطلوب؟

المطلوب ، و أنا مغربي ملكي و مقيم في الخارج اكثر من نصف عمري ، و ارى الواقع المر من جميع الزوايا في المغرب، ان الملكية في حاجة إلى اصلاح جدري، بقيادة الملك محمد السادس ، و التغيير يبدأ من عند جلالته…

فالحاجة ماسة إلى ان يلعب الملك محمد السادس ، و ولي عهده الحسن، دورهما المنوط بهما لحماية الحقوق والحريات و مواجهة الفساد بارادة قوية و باتحاد مع الشعب ، و العمل على التجاوب و التواصل مع المواطنين المغاربة في الداخل و في الخارج ، و العمل على تفعيل الدستور ، و حل البرلمان و محاسبة المختفين داخله المحميين، امام العدالة، و اجراء انتخابات سابقة لاوانها، و اطلاق سراح معتقلي الرأي في المغرب، و اطلاق سراح الشباب و منحهم فرص تعليم جيد و تكوين مهني صناعي تكنولوجي جيد، و العمل على التوزيع العادل للثروة و ذلك بتخصيص دخل قار شهري للمعوزين ، دون مساومة انتخابية ، و دون رهن المواطنين حسب أهواء الاحزاب…

بل يجب احترام المواطنة كاملة للمواطنين المغاربة، و الإنصات لهم و لمطالبهم ، و الاهتمام بالتعليم العمومي و المدرسة العمومية و بناء مستشفيات مجهزة عوض السجون و خلق فرص الشغل للشباب…

ملفات مغربية ساخنة

عن مدير نشر صوت المغرب الحر / * سعيد مصلوحي

*مدير نشر الوكالة الأوروبية الدولية للأنباء

*عضو جمعية الامم المتحدة فرع اوروبا الشمالية

*عضو المعهد الدولي للصحافة

*عضو بالمنظمة الدولية "بان" الكندية

*كاتب و ناشر و صحافي مستقل.

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page