ضرورة إصلاح النظام الملكي اولا …
من المستحيل أن ننشد إصلاحات جذرية ، و متعددة داخل الدولة المغربية و مؤسساتها دون أن نضع الاصبع على مكامن الخلل و اسباب تسرب قطرات الفساد …
و من المستحيل أن نحمي الملك محمد السادس و من معه بنصوص قانونية ، و ننتظر التغيير أو حتى نطالب به
و رغم إيماني القوي بأن الملكية في المغرب هي الضامن للاستقرار، لكن لا عيب في توجيه النقد البناء لهذه المؤسسة الملكية التي عمرت طويلا في المغرب دون تغيير لصالح المواطنين ، و لحد الساعة و مع الأسف الشديد أصبح النظام الملكي بقيادة محمد السادس عاجزا على حماية الحقوق و الحريات و عاجزا على التجاوب مع قضايا المواطنين المغاربة في الداخل و في الخارج …
و مع الأسف الشديد ، أصبحنا نرى أن النظام أضحى يخدم طبقة معينة ، و يحمي طبقة معنية ، ولا يتجاوب مع مطالبنا و مع رسائلنا و مع دعواتنا المتكررة للملك ..و كل هذا في غياب تفعيل الدستور و غياب تفعيل دور الملك الدستوري ، و غياب تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ..
لنتساءل جميعا كيف للعدل أن يصلح دون إصلاح جدري للمؤسسة الملكية و حاشية الملك و أصدقاءً الملك و دور الملك و حتى بيعة الملك السنوية التي أضحت تتآكل مع مرور الزمن و لا تناسب وضع تطور البشرية و الإنسان المواطن المغربي الذي يحتاج لاحترام كامل لمواطنته، و لحماية حقوقه و حرياته…
كيف أن ننشد، إذن ، الإصلاح في الادارات المغربية و قمة الادارة في القصر الملكي لا تتفاعل مع مطالبنا ..!؟!كيف أن ننشد التغيير من الاسفل مادام السقف يتقاطر بالفساد ، و مادامت اللوبيات توغلت بجانب الملك حتى اصبحنا نراه تاركا لهم التسيير و الكرسي و هو يتجول في "مولات" دولية …
إن وضع الأصبع على مكامن الخلل و قول الصراحة و قول كلمة الحق هو بمثابة فتح باب الحقيقة و الإصلاح الجدي في المغرب، بعيدا عن ضياع الجهود و الطاقة في الحديث عن التغيير في ظل حكومات محكومة لا تستطيع حتى تخفيظ ثمن قنينة زيت واحدة ، أو تخفيض ثمن تجديد جواز سفر ، او حماية الحق في الصحة او حتى توفير شغل قار للمرأة المغربية و للشباب المغربي الذي يضيع في شوارع أوروبا و في السجون المغربية المكتظة..
إن الخلل الحقيقي الموجود الآن في النظام الملكي ، هو الفساد الذي توغل إليه و جعله غير قادر على التدخل الجدي لحماية المواطنين المغاربة ، و اضحى بظله يطفو داخل لعبة سياسية و مسرحية مكررة لا تجعلني أنا شخصيا كاتب هذا المقال ، أحس و اشعر بالأمان داخل نظام لا يحمي الحقوق والحريات …
إن الكرة في ملعب الملك محمد السادس الآن ، لاعادة الثقة للمواطنين في النظام الملكي ، و اعطاء الجدية قيمتها في التعامل مع المواطنين و مطالبهم ، أما الخطب "الديماغوجية" المتكررة في المناسبات فهي أضحت غير صالحة …
فالمواطن المغربي في الداخل و في الخارج محتاج إلى ان يستجيب النظام الملكي لمطالبه و حماية حقوقه و حرياته و العمل على التوزيع العادل للثروة …
وضرورة اطلاق ورش إصلاح النظام الملكي أولا كي تصلح جميع المؤسسات، و يكون النظام قدوة لكل الوزارات و الملك قدوة و رمزا لكل قرارات جدية في احترام كامل للدستور و في احترام كامل للمواطنة الكاملة و الحقوق والحريات …
مجرد رأي
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Comments