مدير النشر
ظاهرة التشرد في المغرب تسائل الجمعيات و السياسات العمومية
في البرد القارس ، و وسط الليل ، يتجول احد المواطنين وهو يحمل هاتفه النقال بالدارالبيضاء موثقا صورا لا انسانية ، و صورا لمواطنين خانهم الزمان و خانتهم الصحة و خانهم الاهل و خانهم الصديق ، و تخلى عنهم المنتخب و السياسي و المسؤول ، و طردهم المشغل بدون حقوق ، و تجاهلتهم المستشفيات ، و رفضهم المجتمع …انهم مواطنون متشردين بدون حماية و بدون سكن و بدون اكل و بدون غطاء، غطاؤهم الوحيد ما منحت السماء من ضباب او برد او امطار او شمس، و وسادتهم الوحيدة الارض ، و حلمهم الوحيد بيتا دافئا يأويهم و خبزا و كأس شاي يحميهم الم الجوع …
و الانكى من هذا ، قصة واقعية قطعت قلبي و اذرفت دموعي ، و انا ارى روبورتاجا من مواطن صحفي ينقله على المباشر مع مواطن مغربي يسكن خيمة امام مسجد بالدارالبيضاء، و هو كفيف لا يرى ، فاقد البصر، هاجر القرية للمدينة و يعود لابنائه مرة كل شهر حاملا معه ما اكرمه به المواطنين…
لنتساءل جميعا:
اين الجمعيات التي تحصل على الملايير من الدعم من الدولة المغربية و من الشركات و من الاشخاص؟
اين الوزارة المعنية ؟
اين المنتخبون ؟ اين المسؤولون ؟ اين الانسانية؟
لا افهم ان هناك مساجد مملوءة عن كاملها وقت الصلاة و فقراء خارج المسجد بدون اكل و بدون سكن و بدون ملابس و بدون قوت ليلة و كل فقير او متشرد له قصة مؤلمة …
و كل مواطن متشرد ، لم يطمح للوصول الى التشرد و الضياع بل هناك اسباب جعلته متشردا ضائعا ، و خاصة منها عدم وجود شغل قار، او طرده من الشغل بدون الحصول على حقوقه المشروعة ، او بسب مشاكل عائلية او بسب خيانة زوجية او حب انتهى او ثقة فقدت…او نتيجة للادمان ..
لكن اين الحماية؟ اين الادارة المسؤولة ؟ و اين المؤسسات المسؤولة بالتواصل مع المواطنين المتشردين الفقراء الضائعين…؟ و اين الجمعيات؟ و اين الاتحاد و التضامن؟
نعم جميل ان نتحد وقت الزلزال و و قت القدر ، لكن علينا ان لاننسى ان المواطن المتشرد يحتاج الى مساعدة ليست مادية فقط او اكل فقط او لباس فقط بل الى متابعة من طرف مؤسسات الدولة المسؤولة على القطاع الاجتماعي، و الوقوف معه حتى يخرج من التشرد و يصبح عضوا نافعا في المجتمع ، و بذلك تكون الدولة ادت واجبها و قامت بدورها المنوط بها و هو الوقوف مع المواطن حين يصاب بمصيبة…و حمايته من الضياع الكلي…
ففي الدول الديمقراطية ، يساعدون المواطن الذي فشل او تعثر او اصابه سوء و تقف بجانبه ماديا و معنويا و تضمن له حقوقه المشروعة من حق في السكن و حق التطبيب المجاني و حق الشغل و حق الاكل وحق التمتع بحياة عيش كريمة و ضامنة له راتبا شهريا و فاتحة له كل المكاتب الادارية لمساعدته من اطباء نفسانيين و اختصاصيين و ترويض و مساعدته على ايجاد شغل …فان لم يستطيع العمل لسبب صحي ما تتكلف الدولة بسكنه و مصاريفه…
اما ان نرى في وطننا العزيز مواطنون متشردون و هم عراة حفاة في الشوارع يموتون جوعا و لا احد يهتم بهم ، هنا اتسائل اين حقوق المواطن المغربي؟ اين الانسانية؟ اين الجمعيات؟ و اين الدولة؟ وأين الثروة ؟
عن مدير نشر صوت المغرب نيوز/ السويد
-ملفات مغربية ساخنة-
Comentarios