كل السلطات في يد الملك، لكن لماذا عجز جلالته في حماية الحقوق والحريات ؟
مدير النشر
لقد التزم الملك الصمت في كثير من القضايا الداخلية للمواطنين و للوطن ، و اراد بذلك ، ربما، ان يظهر للمواطنين المغاربة في الداخل و في الخارج، انه غير مسؤول على ما يقع ، و ان المسؤولين الحقيقيين هم الفاسدون من المسؤولين و بعض السياسيين ،و بعض الذين يختفون وراء القصر و وراء صوره ، و هم الذين يحملون ، و إذا تم تحقيق النجاح في قضية ما، إليهم النتائج الايجابية ، و العكس إذا فشلوا في مشروع ما ، يحملون الملك و مستشاريه ، هذا الفشل او ذاك…
و في اغلبية الخطب الملكية ، التي لا أثق أنا شخصيا، ان الملك يكتبها بقلبه و بإسلوبه، الذي نعرفه في اول ايام حكمه بل السنوات الاولى من تربعه على العرش…يشير و في اكثر من مرة ، إلى معاناة المواطنين مع الادارة و القنصليات و السفارات المغربية في الخارج، و مع بعض المسؤولين العموميين الذين لا يقومون بواجبهم ، و في كثير من المرات و حسب خطبه خلق لجاناً و صناديق و عيّن اعضاء جددا لتولي مهام السهر و المراقبة على تفعيل الدستور و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة…
لكن مرت قضايا ساخنة للمواطنين المغاربة في الداخل و في الخارج ، و التزم الملك مرة اخرى الصمت، رغم نداءات المواطنين و رغم رسائل موجهة اليه إلى القصر ، حتى اضحى المواطن المعني يشك ان الملك لا يتوصل برسائل المواطنين و ان جهات ما تحد من تواصل المواطنين بالملك….
و آخر اهم الاحداث التي شهدها المغرب ، و هي مؤخراً ما عرفته احتفاليات العيد من غلاء الأضاحي بدون مراقبة و من غلاء المواد و الخضروات ، و غلاء تذاكر النقل…
و فضيحة استيراد الأكباش الإسبانية و الرومانية ، و كيف استفاد بعض التجار الاحتكاريين من الوضع ، حتى اضحى المواطن لا يرحم اخاه المواطن في الأسواق و في النقل و في المدن و القر، حتى تم خلق صراع بين المواطن والمواطن من اجل قوته اليومي والعيد و الأثمان …و استمر هذا لحد الساعة في غياب اي دور إيجابي للحكومة الفاشلة التي عملت كما عملته الحكومات المتعاقبة على وضع اليد على رقبة المواطنين و خنقهم كل ما تحركوا في حياتهم اليومية ، و إرباك حياتهم و جعلها مملوءة بالحزن عوض السعادة و بالخوف من الغد عوض الطمأنينة…
و مما زاد الطينة بلة ، و رغم ما وقع ، تم العفو الملكي على مجرمين و تم ترك خيرة الشباب و الصحفيين و الحقوقيين في السجون المغربية و هم محكومون من اجل مطالبهم و من اجل حرية التعبير والصحافة و من اجل بناء جامعة و من اجل مطالبهم ببناء مستشفيات و خلق فرص الشغل…
و رغم كل هذا و رغم كل الفرص التي اتيحت للملك محمد السادس من اجل الإصلاح و من اجل التغيير ، تعب المواطنون و أنا منهم، من صمته و من عدم تدخله و تجاوبه معنا و مع جميع المواطنين ، حتى بدأ يسمع تقطيع حبل الثقة تدريجيا…
و من المعلوم ان الملك محمد السادس ، الذي كان قد طرح سؤال اين الثروة؟ ، في ذلك الخطاب الغريب ، فجلالته هو الرئيس الأعلى للسلطة القضائية و القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، و رئيس جميع الأجهزة المخابراتية، و الامنية و الدرك و الوزارات و المؤسسات العمومية و هو الملك الذي يسود و يحكم و هو رئيس الدولة…
و له صلاحيات دستورية واسعة ، و هو المسؤول الاول على حماية الحقوق والحريات للمواطنين المغاربة…
و يبقى السؤال المحير ، رغم كل السلطات التي هي في في يد الملك محمد السادس ، لكنه عاجز عن حماية حقوق و حريات و كرامة المواطنين المغاربة ؟
اذن، لنتساءل ر بكل صراحة، هل غلب الفساد و اللوبيات الفاسدة الملك ؟ و هل اختيار الملك الصمت هو تناقص ارادته في خلق معارك داخلية خوفا على منصبه ؟ و هل ترك المغاربة وحدهم رفقة القليل ثم القليل من المسؤولين النزهاء يواجهون اللوبيات الفاسدة يوميا ؟
و هل مرض الملك اثر عليه إلى هذه الدرجة من الصمت؟و هل طلاق الملك من ابنة الشعب جعلته لا يهتم كثيرا ؟ وهل جمعه بين المال و الأعمال و السلطة السبب الرئيسي في ما يقع ؟ و هل ثقته العمياء في اصدقائه الذين يتولون الحكومة و المناصب العليا و في قلب القصر ، جعلت الأمور في المغرب ليست على احسن حال ؟ و هل يعرف الملك محمد السادس ان المغاربة ، و أنا منهم، نريد و نطالب باصلاح الملكية ، و بالتغيير مع الملكية شريطة حماية الحقوق والحريات للمواطنين و التوزيع العادل للثروة و مواجهة الفساد بارادة حقوقية و جدية .
ملفات مغربية ساخنة
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Comments