محمد السادس من ولاية العهد إلى الملك، إلى زواج السلطة و المال
كان اول لقاء لي بالملك محمد السادس و هو انذاك وليا للعهد ، صحبة ابيه المرحوم الحسن الثاني في زيارة لأكادير ، و أنا شاب اتابع دراستي باحدى المدارس العليا، و كنت في زيارة لأكادير ، كان الجو مشمسا ، وخرج الأمير مبتسما ، ويصافحنا واحدا واحدا كان حديثه جميلا و ابتسامته رائعة لا تفارقه ، أخذنا معه الصور و سألنا و ضحك معنا ، و عندما رأى أباه يقترب و سمع سيدي محمد ، قال لنا و وجه محمرا من كثرة الحشمة و خاصة عندما سمع صوت ابيه، و ودعنا و حل محله الملك الحسن الثاني و هو وراءه و يمشي بهدوء و يبتسم نحونا من جديد …
و كانت ابواب قصره بسلا مفتوحة في وجه المواطنين و خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة و الفقراء و المظلومين ، كان وليا للعهد شمس ينتظرها المغاربة، نعم الكل كان ينتظر مجيء محمد السادس ، الكل يحبه ، و اصبحت صوره و ابتساماته في كل قرية و مدينة و في كل محل تجاري و في كل مدرسة …
سيدي محمد كانت متداولة عند جميع المغاربة ، اتذكر عندما عدت من اكادير لدكالة ، حكيت لجدتي من امي حول لقائي بسيدي محمد ، بكت و هي تدعي معه خيرا ، و كانت تحدثني عنه دائماً، توفيت رحمها الله وانا في الغربة و عمرها يزيد عن 109سنة ، كانت امرأة حرة عظيمة ، من اشهر العائلات الدكالية …
مات الحسن الثاني ، و جاء الامير المبتسم سيدي محمد واختلط البكاء و الفرح ، بكى المغاربة الحسن الثاني، و فرحوا لصعود سيدي محمد ملكا…
بدأ مسيرته من اليوم الاول بتصفية اتباع البصري و تنقية محيطه و بدأ يتحرك في كل مناطق المغرب و هو لا يهاب البرد و لا الشتاء و لا الأوحال و لا الممرات الوعرة ، يترك سيارته و حرسه و ينطلق نحو المواطنين بكل عفوية يتلقى رسائلهم و كانه ابن من عائلتهم و هو يعود بعد غياب حتى لقب بملك الفقراء…
لكن بعد سنوات من الحكم ، و تباث الكرسي الملكي ، اصبح الملك محمدا السادس يعتمد فقط في تواصله مع الشعب على خطبه المكتوبة، و اوامره ، و بدأ في التنقل خارج المغرب و يستقر مرارا و لمدد طويلة بفرنسا و عند اصدقائه بعمق افريقيا، و يترك المغرب للبعض …
و حصل الطلاق من الأميرة المحبوبة ابنة الشعب، و مرض الملك ، و تزايدت أرباح الشركات الملكية في داخل المغرب و في خارجه ، و إنتفخ الهولدينغ الملكي حتى أصبحت الابناك السويسرية و بنما تسرب من حين لآخر بعض الحسابات الملكية، و اصبحت تشرى القصور في باريس في أوقات الشدة في المغرب ، و تشرى الفيلات الفخمة بالقرب من برج ايفيل ، عن طريق كتابة الملك الخاصة ومدير أعماله الخاص و هو في نفس الوقت مدير كتابة القصر للملك ، و اصبح الملك يزاوج بين السلطة والمال …
فازدادت صيحات المواطنين و مطالبهم للملك بالتدخل ، بعد ان تصاعد الفساد في كل القطاعات و المؤسسات و تضررت القدرة الشرائية و المعيشية للمواطنين ، و اصبح الفاسدون من بعض المسؤولين العمومين و من بعض السياسيين يتحكمون في منابع الثروة و في حقوق المواطنين وحرياتهم ، و يزجون بالأبرياء و الحقوقيين و كل من انتقدهم السجن ، و كثرت ميلشيات بلطجية مصنوعة من اللوبيات الفاسدة تتدخل كذباب إلكتروني لردع الأصوات الحرة و تتدخل ميدانيا لفبركة ملفات لحقوقيين وأسرهم ، حتى ساد الخوف من التكلم عن الفساد و عن الملك و عن بعض المسؤولين… و اصبح كل من يتكلم عن سيارات او ساعات الملك او الثراء الغير المشروع لبعض المسؤولين ، و عدم محاسبتهم ، و كانه يفتح باب السجن بيده ، و كل من انتقد كاتبه الخاص او احد أصدقاءه او بعض المسؤولين في المناصب العليا او وزيرا او مستشارا او منتخبا ، السجن مصيره، حتى اكتضت السجون ، و هاجر العديد من الكفاءات المغربية الوطن بعد ان اقتنعوا ان الملك تغير و لم يغير …
لكن الان، و خاصة بعض ظهور ولي العهد الحسن في اول تدشينه، لازالت الفرصة امام الاب الملك محمد السادس في يده ليعيد الثقة للشعب في المؤسسات و خاصة في الملكية ، بعد ان حطم الفساد و لوبيات الفساد علاقات الشعب بها، و بعدما زرعت لوبيات الفساد الخوف و الباطل وسط المغاربة و فرقتهم ، كي تبقى تستفيد من سؤال الملك اين الثروة؟، و على الملك ان يصلح ما وقع ، قبل فوات الاوان ، و الاهتمام اكثر بتسيير البلاد و الابتعاد عن الاعمال التجارية ، و اعطاء الاولوية لدوره الدستوري و حماية حقوق و حريات المواطنين و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ، و تنزيل دستور 2011، و تنزيل و تفعيل خطاب 9 مارس، و الاستثمار في المواطن و اطلاق سراح الشباب المعتقل ، و معتقلي الرأي والحقوقيين و السياسيين و الصحفيين و السماح للمغاربة المنفيين بالرجوع لوطنهم و المشاركة في العمل السياسي، و محاسبة الفاسدين ، وطي صفحة الاعتقالات و التهم المفبركة ، من اجل وطن ديمقراطي ومن اجل مملكة مغربية تسود للجميع .
افتتاحية صباح الخير يا وطني
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
سعيد مصلوحي
Yorumlar