من يحكم المغرب؟ و من يتحكم فيه؟ لقد اختلطت الأمور
لقد اختلطت الأمور ، و أضحى المواطن الصادق الحر ، الذي يرى ما يجري من كل زاوية في المغرب ، يتساءل بحيرة : من يحكم المغرب؟ و من يتحكم فيه؟
لقد صار كثيرون ملوكا و هم فقط في مناصب القرار ، فتجد الملوك وسط لمقدمين و الشيوخ و القياد و غيرهم حتى و صولا إلى مستشاري الملك ، و إلى الحكومة…
لقد اختلطت الأمور في المغرب ، و لم يعد المواطن الصادق الحر يعرف كيف يوجه تظلمه و إلى من ؟
لقد اختلطت الأمور و كثر عدد الملوك و كثر معهم المخبرون و "الشكامة" ، و البلطجة و الشبيحة ، حتى أصبح المواطن لا يثق في المواطن … و الخوف أضحى سيد الموقف ..
لقد اختلطت الامور ، فالملك في رحلات متقطعة ، و لا نعرف من يتولى أمور البلاد وقت سفره أو مرضه !؟
ما نعرفه أن الامن يقوم بواجبه والدرك يقوم بواجبه و الجيش يقوم بواجبه ، لكن بعض الكبار في بعض مراكز القرار و من ممتهني السياسة المصلحية يضعون أياديهم على منابع الثروات الوطنية و الصفقات و المناصب و توزيعها على المقربين …
لقداختلطت الأمور ، حتى صارت الطرق السيار تمر من أمام الدواوير المهملة و الأرياف المعزولة و الشباب الضائع و العربات المجرورة بالحيوانات و هي تحمل مرضى في غياب لسيارات إسعاف في مستوى الإنسان …
لقد اختلطت الامور ، و اصبح بعض الصحفيين صاحبي البطاقات المهنية، يدافعون فقط عن الاشخاص في مراتب عليا ، و آخرون يدافعون عن قضايا البعض بالمقابل ، و بعضهم ينقل على المباشر عملية نشل او دفن او فضيحة بدون احترام لأي خصوصية أو لحرمات المواطنين …
لقد اختلطت الامور و أصبح بعض "الراديكاليين " يفتون في الحقوق و السياسة و المدونة و عقوبة الإعدام ، و صارت الأمور في يد غير أهلها.
وقد وجهنا سابقا نداءات للملك محمد السادس ، و تفهمنا مرضه ، كما وجه عديد من المواطنين نداءات للملك و دعونا له بالشفاء العاجل ، لكن هل يعلم الملك بأن المغاربة لم يعودوا يعرفون من يحكمهم و من يتحكم في المغرب ..
لقد اختلطت الأمور ، و اختلطت السلطة بالمال ، فغاب التواصل بين الملك و الشعب ، و أمتلأت السجون و امتلأت قاعات الانتظار ، و لحد الساعة تواصل آلة الفساد و من يقودها في تحويل كل أمل إلى حيرة و كل لحظة انتظار إلى تساؤلات و غموض…
فهل حان الوقت لنطالب بملكية دستورية على شكل إسبانيا و الإنجليز و غيرهامن الملكيات الدستورية في الغرب الديمقراطي…؟ و هل حان الوقت لنطالب بحكومة من النخب الغير المنتمية لتشكيل حكومة إنقاذ وطنية ؟ و هل كل ما نرى فقط هو لحظة سحابة عابرة من اختلاط الامور و المهام و غياب التواصل مع المواطنين و هم في قاعات الانتظار ينتظرون …
ربما تعبوا من الانتظار …
فمن يحم و يتحكم في المغرب و من سيجيب على انتظارات المواطنين المغاربة في الداخل والخارج و من سيحمي حقوقهم و حرياتهم و الدستور في الأرشيف و القانون لا يطبق على الجميع ؟ .
افتتاحية صباح الخير يا وطني
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Comments